المنسي الإنسان



ولدت جزائريا أتكلم بلسان حالي، الذي تنطق به أحرفي في لحظتي هذه. ولدت بمنطقة تغير اسمها مع مر العصور و ما بقي فيها إلا الاسم.

كالبرج المعلق أعلى الجبل وبقينا مسجونين ما بين اسواره حتى نقطة التوقف، التي تلزمها علينا قواعد اللغة في التنقيط.
ولكن رغم كل هذا أنا مقتنع بقدري وعندي أمل أن كل الأمور ستتغير يوما ما. أرتبط تاريخ ميلادي، بتاريخ عام خروج فرنسا من أرض لنا لا نحسن استغلالها ولا كيف نحافظ عليها....
من يوم عرفت معنى الوطن، وما تعنيه كلمة فرنسا،  وأنا أبحث عن هويتي "أنا شكون" يوم فتحت عيني فوجدت حولي قومي و اقوام أخرون و كل واحد فيهم و منهم، يقول أنا و كان و نحن، وبقيت لوحدي ابحث عني فيما بينهم، منهم من حاول أن يقنعني وقال أنت من أصول تركية وأبناء عمومتي و أخوالي  يقولون نحن شرفاء من آل البيت و البعض منهم يقول نحن قادمون من خلف البحر أي أنا أندلسي من الأندلس. لكن بعد البحث اقتنعت باني أنا من هذا الوطن مهما تغير حال لساني بين ذاك و ذاك ولون بشرتي الذي يتمدد بين بيضاء و سمراء، لتتعدد الألوان داخل أفراد أسرتي.
كتبوا على قطع من القماش لنحملها في المسيرات المسيرة ضد الإمبريالية الغربية  شعارات و حملنا لوحات، وأذكر أنهم قالوا أن الاشتراكية هي أحد الحلول التي تساوي ما بين أفراد هذا الشعب الذي ولدت في كنفه و رفعنا شعار من الشعب و إلى الشعب، كما رفعنا أصواتنا مرددين شعارات لا نعرف معانيها مثل : " اي مامِيا الثورة الزراعية" لكني حتى اليوم لم أعرف من تكون ماميا هل هي "مامِيا أنتاع كوفَلاوة أم هي "مامِيا بمعنى الأم باللغة الإسبانية"، و فيما بينهما البعض بدأ يلعب و أصبحنا نسترجل بالإلحاد السوفياتي معنا و نستقوى به و ليحمينا من غدر الإمبريالية، كم كنا أغبياء و لم نعي الدرس، وكل هذا حصل قبل و بعد تأميم النفط و الذي لم نأخذ منه الدولار اليومي الذي وعَدُونَا به ذات يوم ولقد وصل رصيدي تقريبا إلى ثلاثة و عشرون ألف دولار، لا يهم كم من دولار كان نصيبي أو حقي، المهم أنا هذا النفط لقد تحول من نعمة على القليل إلى نقمة على الأكثرية، ولا دولار  كما ظننا، و لا هم يفلحون.
وفي الأخير حاولوا أن يجربوا فينا الديمقراطية، لكن للأسف كانت هذه الديمقراطية التي يتغنون بها، عصا على رقابنا، استوردوا لنا ما لم نكن بحاجة إليه لبناء الفرد و الوطن
بلغت سن القبول بالمدرسة، دخلت مع أبناء الشعب ، وبدأت أكبر مع كل درس أتعلمه في القسم، في الشارع وداخل الأسرة و تعلمت الجميل و القبيح من زملائي في القسم و ابناء الحي الذي كنت أسكنه، لم أكن غبي أبدا، لكني كنت ثقيل الحفظ لا أحفظ من الدروس ولكني أفهمها، وهذا عندي احسن من أن أرددها على ظهر القلب كالببغاء و لم أفقه من الحياة تملئها شيء.
لتمر ايامي و أنا أفهم و لا أعي أن قصة ليلى (ذات الرداء الأحمر) والذئب وقصة حديدوان و الغولة. ما هي إلا قصص كتبها كاتب كاذب لتخويف ولتنويم بها الأطفال من بنو جلدتنا.

عدد الوحدات : أضف الى العربة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire